دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص؛ مع أهم متطلباته البيئية والتقنية

دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص؛ مع أهم متطلباته البيئية والتقنية

دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص؛ يقدم المشروع منتجاً أساسياً يتربع على قائمة الأغذية المطلوبة طوال السنة. فما هي أهم محاور دراسة الجدوى الخاصة به؟

دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص؛ Chickpea cultivation business يقدم المشروع منتجاً أساسياً يتربع على قائمة الأغذية الأكثر استهلاكاً على مدار العام، حيث يتميز هذا المنتج البقولي بكونه غنياً جداً بالبروتينات أكثر من الحبوب الأخرى كالقمح والذرة والأرز إضافة إلى الدهون والمعادن وهو ما يفسر كثرة الإقبال على استهلاك الحمص مما يزيد من الجدوى الاقتصادية للمشروع. من جهة أخرى، يُصنف الحمص ثالث البقوليات من حيث الاستهلاك العالمي بعد الفاصولياء واللوبيا.


فكرة مشروع زراعة الحمص

تقوم فكرة المشروع على زراعة مساحة معينة من الحمص وإنتاجه بجودة عالية تسمح بتسويقه وتحقيق عوائد مالية مرتفعة. ذلك أن الحمص يمكن بيعه بسهولة وبوفرة بسبب كثرة الإقبال على استهلاكه سواء على شكل حمص مجوهر، وهي البذور المقرمشة المعالجة بالحرارة، أو كمُكون أساسي لتحضير أغذية سهلة الهضم للأطفال وكبار السن، إضافة لعدم الاستغناء عنه في تفاصيل الطبخ المنزلي والتجاري لإعداد مختلف الوصفات التقليدية والعصرية.


دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص اقتصادياً

دراسة جدوى اقتصادية لمشروع زراعة الحمص
دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص؛ مع أهم متطلباته البيئية والتقنية 2

يجب على المُستثمر أن يقوم أولاً بعمل دراسة جدوى مشروع الحمص من الناحية الاقتصادية من أجل وضع خطة مالية متكاملة لتجنب أي خسائر مُحتملة. مبدئياُ، يجب القيام بدراسة للسوق المستهدفة والاطلاع على كمية الطلب الحقيقية، مع تحليل عروض المنافسين. بعدها يتم تحديد حجم المشروع وفقاً للميزانية الموجودة وضبط التكاليف اللازمة مع تقدير الأرباح المتوقعة. يجدر الذكر هنا أن الفدان الواحد يحتاج لحوالي 70 كغ من التقاوي ليُنتج كمية تقارب 600 كيلو، بينما يُباع الكيلو الواحد من الحمص بحوالي دولار ونصف.

”اقرأ أيضا: مشروع زراعة الثوم


مزايا مشروع زراعة حمص

من بين مزايا مشروع زراعة حمص، نذكر الآتي:

  • تقديم منتج غذائي أساسي يكثر الطلب عليه ويسهل تسويقه.
  • متطلباته بسيطة وتقنياته غير معقدة.
  • امتلاكه لشريحة كبيرة ومتنوعة من العملاء.
  • احتياجاته المائية قليلة وغير مكلفة لأن نباته يتميز بمجموع جذري وتدي مُتعمق.
  • مساهمته في تقليل نسبة البطالة عبر خلق مناصب شغل في المناطق الريفية.
  • الاستفادة من مخلفات المشروع وبيعها كعلف للحيوانات Feed مثل السيقان والأوراق الجافة والبذور المكسرة

”اقرأ أيضا: دراسة جدوى زراعة الموز


المادة الخام لمشروع انتاج الحمص

تتمثل في التقاوي التي تتحكم بصفة أولية في مردودية وأرباح المحصول، لذلك يجب على المزارع أن يحرص على اختيار الصنف الذي يلائم الظروف البيئية في موقعه ويعطي إنتاجية جيدة في آن واحد. تُقسم بذور الحمص المتوفرة إلى الأصناف الطويلة والأصناف نصف المفترشة التي تتميز بغزارة فروعها وتأخر تكوينها ونضجها على عكس الأصناف الأولى.

”اقرأ أيضا: مشروع زراعة الفول السوداني وتقشيره


المتطلبات البيئية لمشروع زراعة حمص

من أجل ازدهار هذا المشروع الزراعي Chickpea cultivation business، يجب توفير المتطلبات البيئية الخاصة به دون غيره، والمتثملة في الآتي:

مواعيد زراعة الحمص

يعتبر الحمص محصولاً شتوياً ينمو جيدا في المناخ البارد، لذلك يُعد الموعد الأنسب لزراعة الحمص في شهر نوفمبر، وبالأخص في أيامه الأولى. كما يًستحسن التقيد بمواعيد زراعة الحمص لأن أي تقديم أو تأخير فيه يُحتمل أن يؤدي إلى انخفاض إنتاجية المحصول. ولكن من جهة أخرى، قد يتم تأخير الزراعة عن موعدها استثناءً إذا أراد المُستثمر أن يبيع المحصول أخضر.

التربة المناسبة لبذور الحمص

تزدهر زراعة الحمص في التربة الرملية جيدة الصرف وكذلك في الأراضي الطينية التي تتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة على عكس التربة الكلسية. يُضاف إلى هذا أن الأراضي القلوية والسيئة الصرف غير مناسبة بتاتاً لإقامة المشروع. أما بالنسبة للتربة الثقيلة فهي تتسبب في بطء عملية الإنبات خاصة إذا كان صنف الحمص المزروع كبير الحجم.

”اقرأ أيضا: دراسة جدوى مشروع زراعة الذرة


المتطلبات التقنية لمشروع انتاج الحمص

المتطلبات التقنية لمشروع إنتاج الحمص
دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص؛ مع أهم متطلباته البيئية والتقنية 3

إضافة إلى المعدات والآلات التي يحتاجها المزارع لتأدية مهامه طيلة فترة زراعة الحمص كالمحراث وآلة البذر وماكينة الحصاد وغيرها، توجد كذلك عدة تقنيات يجب عليه تطبيقها بصرامة من أجل إنجاح المشروع، أهمها:

كميات الري اللازمة للحمص

يعتبر الحمص محصولا نصف جاف وهذا ما يجعله حساسًا لمياه السقي، لذلك يجب التقيد بإحكام بكميات ومواعيد الري التي تكون في الأغلب على 3 دفعات. تقسم هذه الأخيرة على الفترة الأولى للزراعة، وعند التزهير، والثالثة تكون خلال العقد وتكوين القرون. كما يمكن أيضا أن يتطلب المحصول 8 ريات كاملة على فترات منتظمة في حال تمت زراعته في أرض رملية.

معلومة! يمكن لنبات الحمص أن يكتفي بالرطوبة المتبقية من محصول الأرز إذا تمت زراعته بعده مباشرة.

عملية تسميد محصول الحمص

يتم التسميد بعد تجهيز الأرض عن طريق حرثها وتسويتها جيداً. يحتاج الفدان الواحد لحوالي 20 متر مكعب من السماد العضوي، وما يقارب 300 كغ من سوبر الفوسفات إضافة إلى 50 كغ من سلفات البوتاسيوم، يتم بعدها غمر الأرض بالمياه. بالإضافة لما سبق، يمكن كذلك القيام بالتسميد بواسطة الرش بالعناصر الصغرى بكمية تقدر بخمسمائة غرام للفدان، على أن يُكرر ذلك مرتين خلال دورة الزراعة.

حصاد ودرس الحمص

مثل أغلب المحاصيل الزراعية، تنطلق عملية الحصاد يدوياً عند اصفرار النبات وامتلاء القرون، ويُترك بعد حصاده على شكل أكوام تُعرض لأشعة الشمس لفترة من الزمن حتى تجف وتنخفض رطوبتها إلى 10%. عندها، تبدأ عملية الدرس سواء يدوياً بالدق بالعصي أو باستعمال ماكينة الدرس لتتم بعدها غربلة الحبوب.

”اقرأ أيضا: مشروع زراعة وتسويق الزعتر


مشاكل مشروع زراعة الحمص

إضافة لبعض المعوقات كنقص اليد العاملة وانخفاض جودة التقاوي وارتفاع تكاليف الأسمدة، يتعرض محصول الحمص كذلك لمجموعة من الآفات والأوبئة الزراعية التي تهدد الإنتاج وتؤدي إلى التقليل من جودته، لذلك يجب معرفتها من أجل التصدي لها. نذكر منها بعض الأمراض الفطرية المتمثلة في:

  • عفن الجذور، وتتم مكافحتها عبر تنظيم عملية الري واستعمال المبيدات الممزوجة مع مياه خالية من الكلور.
  • لفحة الاسكوكتيا، تصيب الجزء الخضري من نبات الحمص ويمكن تفاديه بالزراعة العميقة للبذور كي لاتنبتالمصابة منها، إضافة للتسميد البوتاسي بكميات معتدلة ضمن مواعيد محددة.
  • عفن الساق، يظهر على قاعدة الساق وتتم مقاومته بزراعة أصناف مقاومة للأمراض وكذلك بتنظيم عملية الري.

”اقرأ أيضا: دراسة جدوى مشروع زراعة الزعفران


عوامل نجاح مشروع زراعة حمص

عوامل نجاح مشروع إنتاج حمص
دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص؛ مع أهم متطلباته البيئية والتقنية 4

يحتاج المُستثمر لبعض النصائح التي تعزز من فرص الربح في هذا الاستثمار الزراعي، لذلك نذكر فيما يلي أهم 8 عوامل للنجاح فيه:

  • القيام بدراسة جدوى مسبقة لمشروع انتاج الحمص.
  • التقيد بمعايير التخزين كإجراء تبخير الحبوب لحمايتها من الإصابة بحشرة خنافس البقول.
  • الحرص على إبادة الحشائش بانتظام بسبب بطء نمو محصول الحمص وضعف مقاومته للأعشاب الضارة.
  • الاختيار الجيد لصنف التقاوي بحيث يكون مقاوماً للأمراض وعالي الإنتاج.
  • توظيف عمالة مؤهلة وخبيرة بالمهام الزراعية الموكلة لها.
  • الاهتمام بأعمال الرعاية واستعمال المبيدات لمكافحة الأوبئة الزراعية.
  • تقديم أسعار تنافسية دون إفراط ولا تفريط لكسب العملاء دون التعرض لأي خسائر.
  • تبني استراتيجية تسويقية فعالة باستعمال الطرق المتاحة.

”اقرأ أيضا: دراسة جدوى زراعة الليمون”


عملاء مشروع زراعة الحمص

يملك المشروع شريحة واسعة ومتنوعة من العملاء نظرا للقيمة الغذائية التي يتمتع بها المنتج، حيث يمكن تسويقه للجهات الآتية:

  • تجار الجملة والتجزئة كمحلات البقالة والسوبر ماركت وغيرها.
  • مصانع الفرز والتوضيب والتغليف.
  • المطاعم وكذا المحلات الشعبية التي تبيع الكارانتيكا والفلافل والبليلة.
  • الفنادق والمؤسسات التعليمية التي تحوي على مطاعم.
  • مصانع الحمص المقرمش وأصحاب الصناعات الغذائية.
  • شركات التصدير والاستيراد إذا سُجل فائض في الإنتاج.

”اقرأ أيضا: مشروع زراعة المشمش


التسويق لمشروع إنتاج حمص

التسويق الفعال هو مفتاح نجاح أي مشروع لذلك يجب عدم الاستهانة به والتركيز عليه لتحقيق أكبر قدر من المبيعات. من بين الطرق التي يمكن الاعتماد عليها من أجل التسويق لمشروع إنتاج الحمص، نذكر ما يلي:

  • الاستعانة بمجموعات البيع على الفايسبوك والتليغرام ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى العملاء.
  • التعاقد المسبق مع المصانع المعنية باستعمال الحمص كمادة أولية.
  • التواصل المباشر مع أصحاب المطاعم والفنادق.
  • عرض المنتجات في السوق مباشرة دون أي وساطة لزيادة العائد المالي.
  • طباعة وتوزيع بطاقات الزيارة التي تحتوي على عناوين الاتصال التي تمكن العميل من التواصل مع صاحب المشروع.

الأسئلة الشائعة المتعلقة بمشروع زراعة حمص

من بين الأسئلة الأكثر طرحاً بهذا الخصوص، نذكر الآتي:

كم تبلغ انتاجية الحمص في الهكتار الواحد؟

عند توفر الطروف المناسبة، يمكن للهكتار الواحد أن ينتج مايقراب 25 كيلو من الحمص إذا كان اختيار الصنف المزروع موفقاً.

كم يستغرق مشروع زراعة الحمص؟

يشتغرق مشروع انتاج الحمص من موعد البذر حتى نضج المحصول فترة تقدر بثلاث إلى خمس أشهر، حيث يرجع هذا التباين إلى اختلاف الظروف المناخية من منطقة لأخرى إضافة إلى نوع التقاوي المزروعة.

ختاما، لقد قمنا بعمل دراسة جدوى مشروع زراعة الحمص Chickpea cultivation business بشكل ملخص وشامل يسمح للمستثمر بأخذ فكرة إجمالية عن أهم محاور هذا الاستثمار من تكاليف وإنتاج ومتطلبات بيئية وتقنية. كما حرصنا أيضا على ذكر بعض من العوامل التي تساعد في تحقيق أرباح جيدة إضافة إلى سرد عدة طرق لتسويق المنتج والوصول لأكبر عدد من العملاء المحتملين له، عسى أن يوفق المزارع في مشروعه ويصل إلى مبتغاه.

825 مشاهدة
فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الآن

إنضم لقناتنا على تيليجرام